تعبان واخواتها
صفحة 1 من اصل 1
تعبان واخواتها
تعبان وأخواتها...!!!
تعبان....
مرهق.....
متعب.....
محطم.....
منهك....
مستوي....
هلكان....
دايخ........
مترادفات تسمعها كل يوم.. وربما من كل أحد.....!!!
وكلها تشير إلى حقيقة واحدة...
وهي أن الحياة دار كد وعمل... والراحة فيها عزيزة..!!!
وذلك قوله تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في كبد" أي: في شدة وعناء مع الدنيا وأحوالها.. ولذا أيضا كانت أصدق الأسماء كما بين النبي صلى الله عليه وسلم: همام وحارث.. لأنها طبيعة هذه الإنسان.. مكابد وعامل....!!
وأنا وأنت إذا فقهنا هذه الحقيقة عن دار الدنيا ارحنا أنفسنا وتجهزنا لتصريفاتها وكان الأمر طبيعيا..!!!
لكن إن فقهنا الدنيا على أنها دار راحة وبقينا نبحث عنها ونجري وراءها فسوف نتعب كل يوم لأننا نجري وراء السراب....!!
فإذا جئت تنشد النوم لترتاح.. داهمك شعور بالقلق لكونك ستصحو.. وإذا أخذت إجازة تكدرت من أول يوم لأنك تفكر كيف سيكون حالك عندما تنتهي...
ويبدو أن الله عز وجل جبل الدنيا على ذلك لتبقى أرواحنا تحن للسماء... هناك حيث لا راحة إلا هناك عند الله جل في علاه...!
وفي ذاك قال الأول:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب
وإذا بحثت عن سبب ذلك وجدته مرتبطا بالأسباب التي يبذل الإنسان جهدا في تحصيلها ..
فأنت حتى تصل لا بد أن تسير...
وحتى تأكل لا بد أن تسعى وتطبخ..
وحتى تنعم ببيت مريح لا بد أن تجمع وتبني وتلاقي ما تلاقي...
وتحضر الوسائل المريحة فتتعب معها في الصيانة والتبديل وهكذا...
بينما أنت في الجنة – جعلني الله وإياك من أهلها- تعيش مع رب هذه الأسباب..
فلست مضطرا لزرع الثمرة ولا لقطفها بل هي التي تأتيك.. ولست مضطرا لصيد الطير فإنها ينزل إليك... كرامة لك لأنك هيأت نفسك بعملك لذلك.. وكان فضل الله في المنتهى عليك عظيما....!!
وإذا قارنت بين المؤمن العامل وغيره في هذه الدنيا وجدت كلا منهما متعبا... لكن شتان ما بين تعب وتعب.. وإني أشبه ذلك الذي يتعب بغير إخلاص ولا استحضار للأجر بل يتعب في جمع حرام وفعل مهلك... كراكض في غير مضمار السباق.. فتخيل أنه انطلق مع الصافرة في الجري والكل يجري وهو يجري... لكن كان للكل نصيب في النهاية وأما هو فليس له من حظ سوى التعب والنصب؛ فإنه يجري في غير ما خط الله له...!!
أما أنت فإذا تعبت.. تعبت في الله ومع الله ومن أجل الله.. فكان حقا على الله ألا يخيب سعيك....
والراحة والسعادة إنما هما للروح وليس للجسد.. فكم من متعب من عمله في آخر النهار سعيد بما قدم وأنجز من عمل يده...!!
وكم من قاعد عن العمل متعب.. لأنه خالف تلك الصبغة... صبغة السعي والمكابدة.. فارتاح بدنه ولم ترتح روحه.. وتراه ينظر إلى الذين يكدون ويجتهدون يتمنى أن يكون أحدهم نداء صادقا من روحه... وجسده المتثاقل إلى الأرض عن الإصغاء يشاغله....!!
وإذا دققت في معاني الأحكام في الشرع وجدته يقيم قيمة للمال بعد السعي.. ولا يقيم له قيمة من أضعاف الربا لأنه لا سعي فيه...!!!
وإذا تأملت فيما خططته وجدتني أدعو لتدبر معنيين... أولهما أن التعب أصل.. فامزجه براحة بال لجدك ومسعاك.. وثانيهما أن تستثمر تعبك فيما يريحك ويسعدك هناك....!!!
تعبان....
مرهق.....
متعب.....
محطم.....
منهك....
مستوي....
هلكان....
دايخ........
مترادفات تسمعها كل يوم.. وربما من كل أحد.....!!!
وكلها تشير إلى حقيقة واحدة...
وهي أن الحياة دار كد وعمل... والراحة فيها عزيزة..!!!
وذلك قوله تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في كبد" أي: في شدة وعناء مع الدنيا وأحوالها.. ولذا أيضا كانت أصدق الأسماء كما بين النبي صلى الله عليه وسلم: همام وحارث.. لأنها طبيعة هذه الإنسان.. مكابد وعامل....!!
وأنا وأنت إذا فقهنا هذه الحقيقة عن دار الدنيا ارحنا أنفسنا وتجهزنا لتصريفاتها وكان الأمر طبيعيا..!!!
لكن إن فقهنا الدنيا على أنها دار راحة وبقينا نبحث عنها ونجري وراءها فسوف نتعب كل يوم لأننا نجري وراء السراب....!!
فإذا جئت تنشد النوم لترتاح.. داهمك شعور بالقلق لكونك ستصحو.. وإذا أخذت إجازة تكدرت من أول يوم لأنك تفكر كيف سيكون حالك عندما تنتهي...
ويبدو أن الله عز وجل جبل الدنيا على ذلك لتبقى أرواحنا تحن للسماء... هناك حيث لا راحة إلا هناك عند الله جل في علاه...!
وفي ذاك قال الأول:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب
وإذا بحثت عن سبب ذلك وجدته مرتبطا بالأسباب التي يبذل الإنسان جهدا في تحصيلها ..
فأنت حتى تصل لا بد أن تسير...
وحتى تأكل لا بد أن تسعى وتطبخ..
وحتى تنعم ببيت مريح لا بد أن تجمع وتبني وتلاقي ما تلاقي...
وتحضر الوسائل المريحة فتتعب معها في الصيانة والتبديل وهكذا...
بينما أنت في الجنة – جعلني الله وإياك من أهلها- تعيش مع رب هذه الأسباب..
فلست مضطرا لزرع الثمرة ولا لقطفها بل هي التي تأتيك.. ولست مضطرا لصيد الطير فإنها ينزل إليك... كرامة لك لأنك هيأت نفسك بعملك لذلك.. وكان فضل الله في المنتهى عليك عظيما....!!
وإذا قارنت بين المؤمن العامل وغيره في هذه الدنيا وجدت كلا منهما متعبا... لكن شتان ما بين تعب وتعب.. وإني أشبه ذلك الذي يتعب بغير إخلاص ولا استحضار للأجر بل يتعب في جمع حرام وفعل مهلك... كراكض في غير مضمار السباق.. فتخيل أنه انطلق مع الصافرة في الجري والكل يجري وهو يجري... لكن كان للكل نصيب في النهاية وأما هو فليس له من حظ سوى التعب والنصب؛ فإنه يجري في غير ما خط الله له...!!
أما أنت فإذا تعبت.. تعبت في الله ومع الله ومن أجل الله.. فكان حقا على الله ألا يخيب سعيك....
والراحة والسعادة إنما هما للروح وليس للجسد.. فكم من متعب من عمله في آخر النهار سعيد بما قدم وأنجز من عمل يده...!!
وكم من قاعد عن العمل متعب.. لأنه خالف تلك الصبغة... صبغة السعي والمكابدة.. فارتاح بدنه ولم ترتح روحه.. وتراه ينظر إلى الذين يكدون ويجتهدون يتمنى أن يكون أحدهم نداء صادقا من روحه... وجسده المتثاقل إلى الأرض عن الإصغاء يشاغله....!!
وإذا دققت في معاني الأحكام في الشرع وجدته يقيم قيمة للمال بعد السعي.. ولا يقيم له قيمة من أضعاف الربا لأنه لا سعي فيه...!!!
وإذا تأملت فيما خططته وجدتني أدعو لتدبر معنيين... أولهما أن التعب أصل.. فامزجه براحة بال لجدك ومسعاك.. وثانيهما أن تستثمر تعبك فيما يريحك ويسعدك هناك....!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى